أخبار
باكستان: مقتل 6 حلاقين بظروف غامضة يجبر الشرطة والاستخبارات على فتح تحقيقات
عثرت الشرطة المحلية على جثث 6 حلاقين مقتولين بالقرب من نهر في شمال وزيرستان، صباح الثلاثاء، بعد يوم من اختطافهم من منازلهم، مساء الاثنين.
وقالت الشرطة إن الحلاقين قتلوا على يد خاطفيهم بدم بارد، ليلة الاثنين. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن عمليات القتل، بيد أن مسؤولي الشرطة المحلية أشاروا إلى أن حركة «طالبان» الباكستانية منعت الحلاقين المحليين من حلق اللحى منذ فترة من الوقت.
فيما قال مسؤولون في الشرطة إن عمليات القتل قد تكون مرتبطة بهذا الحظر: «نحقق الآن فيما إذا كان الحلاقون الذين قتلوا يحلقون اللحى في محلاتهم في منطقة البازار». وكان لجميع الحلاقين القتلى محالهم في الأسواق المحلية في بلدة مير علي في شمال وزيرستان.
وقال أحد مسؤولي الشرطة، ويدعى محمد نديم، إن الرجال يعملون حلاقين في صالونات محلية في منطقة وزيرستان الشمالية، وقتلوا قبل فجر الثلاثاء. وكانت هذه المنطقة الواقعة على الحدود الأفغانية في السابق أحد مراكز مسلحي «طالبان» من أفغانستان ووسط آسيا والصين، الذين لهم صلة بتنظيم «القاعدة». وشهدت المنطقة تصاعداً لوتيرة العنف خلال الأعوام الأخيرة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، ولكن جماعة «طالبان» باكستان، المختلفة عن نظيرتها في أفغانستان، كانت تقتل الحلاقين في السابق لقيامهم بحلق اللحية. وتأتي هذه الواقعة بعد أيام من حرق أجزاء من مدرسة للفتيات في المنطقة نفسها، وهو ما يعد أمراً تقوم به «طالبان» بصورة متكررة.
وكانت الحياة في منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية قد عادت إلى طبيعتها بعد العمليات العسكرية عام 2017. ومع ذلك، بعد أن استولت «طالبان» على كابُل عام 2021، بدأت حركة «طالبان» الباكستانية في تعقب طريق عودتهم إلى الأراضي الباكستانية. وصارت عمليات الاختطاف، والقتل المستهدف، والتفجيرات الانتحارية، والابتزاز، أمراً معتاداً في المناطق الحدودية الأفغانية الباكستانية بعد ذلك. وقالت الشرطة إنها غير متأكدة مما إذا كانت حركة «طالبان» الباكستانية وراء مقتل الحلاقين. ولكن الظروف تشير إلى أن حركة «طالبان» الباكستانية هي المسؤولة. قبل أيام من مقتل حلاق في شمال وزيرستان، شهدت المنطقة أيضاً عمليات قتل للعمال في مدينة مير علي، وسقطت منطقة وزيرستان الشمالية في قبضة الخوف بعد اكتشاف جثث الحلاقين القتلى.
تحقيقات أمنية موسعة
وكان جميع الحلاقين من سكان وزيرستان الشمالية، ويعملون في مختلف صالونات الحلاقة، في بلدة مير علي. وقال مسؤول كبير بالشرطة إن أجهزة الشرطة والمخابرات بدأت تحقيقات شاملة في الجريمة، «وسوف نحقق فيما إذا كان هذا من عمل (طالبان) أم أن جهة أخرى تقف وراءه». قال مسؤولو الشرطة إنهم سوف يحاولون إزالة المخاوف من عقول السكان المحليين، ونقلاً عن متخصصين في الشأن الأصولي، «فإن الشرع الإسلامي يُقر بأن تكون اللحية مقاس قبضتين في عرف حركة (طالبان) والمنظمات المتشددة».
في غضون ذلك، شهدت باكستان عاماً آخر من الهجمات «غير المسبوقة»، بنسبة زيادة بلغت 70 في المائة، بالإضافة إلى زيادة نسبتها 81 في المائة في عدد الوفيات المرتبطة بالهجمات، وزيادة بنسبة 62 في المائة في عدد المصابين، بحسب ما ذكره المعهد الباكستاني لأبحاث الصراعات والدراسات الأمنية. وأظهرت الأرقام الصادرة، الاثنين، وقوع ما لا يقل عن 645 هجوماً للمتشددين في أنحاء البلاد، ما أسفر عن مقتل 976 شخصاً وإصابة 1354 آخرين. وكانت الأعداد التي تم تسجيلها في عام 2022، 380 هجوماً أسفرت عن مقتل 539 وإصابة 836. جدير بالذكر أن حركة «طالبان» الباكستانية، وهي جماعة لها نفس آيديولوجيا نظيرتها الأفغانية، إلا أن هيكلها التنظيمي مختلف، كانت قد أعلنت مسؤوليتها عن معظم تلك الهجمات.