مقالات وبحوث
الإسلام في كوريا والدكتور عبدالوهاب زاهد
بقلم: د. ناصر أبو عون
منذ 40 سنة، عام 1982 قال وزير الأوقاف الكويتي في ذلك إن وزيراً من كوريا الجنوبية زار الكويت وقال للوزراء الكويتيين : الناس في كوريا يموتون على الكفر.
لماذا لاتأتون وتنشرون الإسلام؟
ووجه الوزير الكويتي كلامه للحاضرين لمجلسه قائلا : من منكم يريد تحمل هذه المسئولية؟
وكان من بينهم الدكتور السوري (عبدالوهاب زاهد) حيث كان يعمل في الموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف الكويتية، والذي بادر على الفور:
أنا أذهب إلى هناك، أنا لها.
سافر الإمام الشيخ الدكتور عبد الوهاب زاهد الحق إلى كوريا الجنوبية وترك الوظيفة القيمة والمنصب المرموق في الكويت واتجه إلى دولة لم يكن يعرفها، ولا يعرف أي شئ عنها ولا أي شئ فيها، بل كان يعتقد في أول الأمر أنها دولة إفريقيا
دخلها حاملاً رسالة الإسلام بنية نشر الإسلام؛ تعلم اللغة الكورية ودرس ثقافتهم وفهم عقولهم ودرس معتقداتهم ووجد أغلبهم يعتقدون أن للكون سبعة آلهة ووجد منهم ملايين من النصارى وملايين من الملحدين واللادينيين.
في الأربعينات من عمره كان حاصلاً على ليسانس في علوم التفسير والحديث من جامعة الازهر الشريف، في مصر وماجستير في الحديث الشريف ودكتوراه في الفقه المقارن.
على يديه اعتنق الآلاف من الكوريين الإسلام، وفي مراكزه الإسلامية التي ساهم وساعد وجاهد في إنشائها والمنتشرة في مدن كورية كثيرة، يتهافت الناس للتعرف على الإسلام، وفي المساجد الكبيرة التي عمل على بنائها وتوزيعها وفقاً لأعداد المسلمين في المدن، يمكنك أن ترى حقيقة انتشار الإسلام في كوريا.
الشيخ الدكتور عبد الوهاب زاهد الحق. كتب عشرات الكتب باللغة الكورية وأصبح التعرف على الإسلام في كوريا ظاهرة لافتة، والتحول إلى الإسلام يحدث يوميا والأعداد في ازدياد.
للشيخ الدكتور عبد الوهاب زاهد أكثر من 55 كتابا بعدة لغات جميعها تبسط الإسلام وتوصل رسالته وتوضح معانيه في دول ينهشها الإلحاد وينتشر فيه الانتحار والكفر ويأبى الله إلا أن يسطع فيها الإسلام.
عرض رجل الأعمال المصري عبد اللطيف الشريف على الشيخ عبد الوهاب أن يكون شريكه في مشاريعه في كوريا بنسبة 50%
قال له: (لقد تركت بلاد العرب وانا عميد كلية الدراسات وأنا ليس هنا من أجل المال.
الحمد لله رب العالمين لست بحاجة إلى مال
أنا هنا لأدعو إلى الإسلام.
أنا هنا لأنقذ شخصا كوريا من النار.
وضحي الشيخ عبد الوهاب بمناصب كبيرة ذات عائد مادي كبير من أجل الدعوة للاسلام في كوريا الجنوبية . فقد تمسكت به السعودية ليعمل بها أستاذاً تقديراً لعلمه، وطلبته الكويت ليعمل لديها في الموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف الكويتية، وعينته باكستان نائباً لرئيس الجامعة وعميداً لكلية الدراسات العليا ورئيساً لقسم الفقه والحديث.
فرح رجل الأعمال المصري برفضه.
وقال له: ماذا تريد؟
قال له: أريد مسجدين لمدينتين في كوريا.
فأرسل له عبد اللطيف الشريف تكلفة مسجد واحد وهو مسجد أبو بكر الصديق أحد أكبر وأهم مساجد كوريا، ونجح الشيخ عبد الوهاب في بناء المسجد الثاني في مدينة ثانية وسمي مسجد عمر بن الخطاب، ومن عدد لايذكر من المساجد انطلقت رسالة الإسلام، ليصل عدد المساجد إلى أكثر من 70 مسجدا وعشرات من المراكز والمصليات غير الرسمية ومئات الألاف من المسلمين عشرات الألاف منهم يعيشون في العاصمة.
نجح الشيخ عبد الوهاب زاهد في ما جاء من أجله.
خاطب عقول الكوريين وكسب قلوبهم.
يقول الشيخ عبد الوهاب: أنا أفتخر بالمسلمين الجدد في كوريا، سيكونون أمامي يوم القيامة .كتبت لهم 23 كتابا في العقيدة الإسلامية والإيمان باللغة الكورية وذكرت الصراع بين الخير والشر وفلسفة الشرك منذ عصر نوح عليه السلام، ثم كتبت لهم كتاب آدم ونوح وإبراهيم عليهم السلام بما يتناسب مع العقلية الكورية.
وكتبت لهم حياة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة، وكتبت حياته في مكة وحياته في المدينة في أقسام قصيرة، بأسلوب مبسط ليقرأها الكوريون دون معاناة ولا ملل
الدكتور عبدالوهاب زاهد حـق الحلبي من مواليد مدينة حلب في سورية عام 1941م. تفرغ لنشر الإسلام في كوريا منذ عام 1984 وحتى اليوم، وهو مفتي المسلمين في كوريا، وإمام وخطيب مركز ومسجد أبي بكر الصديق؛ له زوجة واحدة وسبعة أبناء و35 حفيدا.
اللهم بارك لنا في عمره وفي علمه