أخبار
القوات الأمنية الباكستانية تصد هجوماً إرهابياً على ميناء جوادر
أحبطت قوات الأمن الباكستانية الأربعاء هجوماً شنّه ما لا يقل عن 7 مسلحين على منشأة ميناء جوادر الاستراتيجي في المناطق الساحلية الجنوبية من البلاد، وهي منطقة ينخرط فيها الانفصاليون البلوش في تمرد مسلح منخفض المستوى ضد الجيش والحكومة الباكستانيين.
وبحسب مسؤولين، شن مسلحون هجوماً عنيفاً على منشأة ميناء تديرها شركة صينية للموانئ والشحن.
وأعلن «جيش تحرير بلوشستان»، وهي منظمة مسلحة يقودها زعيم قبلي منفيّ، مسؤوليته عن الهجوم. وحاول المهاجمون باستماتة اختراق الأسوار الخارجية لمنشأة الميناء، وهي منشأة شديدة الحراسة.
جدير بالذكر أن الانفصاليين البلوش يشنون تمرداً منخفض المستوى ضد الجيش والحكومة الباكستانيين منذ عام 2006، عندما قُتِل زعيم قبلي في عملية عسكرية. ويتهم الانفصاليون البلوش الحكومة الباكستانية وشركة الموانئ الصينية باستغلال الموارد الطبيعية لإقليم بلوشستان.
وأبلغ مسؤولون «الشرق الأوسط» أن القوات الأمنية الباكستانية المتمركزة على الأسوار الخارجية لمنشأة الميناء حالت دون دخول المسلحين إلى الميناء.
وأكد مسؤولون عسكريون باكستانيون مقتل جميع المسلحين السبعة في العملية العسكرية التي نُفّذت بعد الهجوم.
ومع ذلك، فقد استمر تبادل إطلاق النار بين المسلحين والقوات الأمنية الباكستانية لأكثر من ساعتين. وأضاف المصدر قائلاً: «هاجم الإرهابيون بالقنابل اليدوية وقاذفات الصواريخ وبنادق الكلاشنيكوف»، مضيفاً أن الهجوم انتهى وباتت المنطقة آمنة. يُعدّ ميناء غوادار بمياهه العميقة مشروعاً رئيسياً للممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وتتوقع بكين أن تنفق عليه أكثر من 50 مليار دولار. يهدف المشروع إلى ربط غرب الصين بالمحيط الهندي عبر باكستان، وهو أحد محاور «مبادرة الحزام والطريق» الصينية الواسعة التي تهدف إلى تحسين الروابط التجارية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا وحتى أبعد من ذلك ببناء الموانئ والسكك الحديدية والمطارات والمدن الصناعية.
وفيما أعلن «جيش تحرير بلوشستان» مسؤوليته عن الهجوم، قال إنه استهدف مكاتب الاستخبارات العسكرية الواقعة بالقرب من منشأة الميناء. وتُعدّ بلوشستان أكبر مقاطعة في باكستان تقع في الجنوب الغربي الفقير والمكتظ بالسكان وتطل على أفغانستان وإيران.
والمنطقة غنية بالوقود والمعادن، لكن سكانها يشكون من التهميش وعدم الاستفادة من مواردها الطبيعية.
وتواجه باكستان تمردَيْن زاد نشاطهما المتشدد منذ سيطرة «طالبان» على كابل في أغسطس (آب) 2021. وشكَّل انفصاليو البلوش منظمات مسلحة علمانية تعود أصولها إلى تمرد البلوش عام 1976 ضد الدولة الباكستانية.
وجرى إحياء التمرد البلوشي في عام 2006، بعد مقتل الزعيم القبلي البلوشي أكبر بوغتي في عملية عسكرية. يعمل المسلحون البلوش انطلاقاً من أفغانستان منذ الغزو الأميركي لأفغانستان في عام 2001، حيث كانت معسكراتهم في جنوب أفغانستان بمناطق الحدود الباكستانية الأفغانية. بعد سيطرة «طالبان» على كابل؛ ما أجبر الانفصاليين البلوش على نقل معسكراتهم إلى الأراضي الإيرانية، حيث يعملون الآن ضد القوات الأمنية الباكستانية. وفي الماضي، أعلن «جيش تحرير بلوشستان» مسؤوليته عن عدة هجمات إرهابية ضد قوات الأمن والحكومة الباكستانية.