يستعد قطاع الطاقة النووية في الهند للانطلاق، بداية من العام الجاري (2023)، بعد حصول 10 مفاعلات جديدة على الاعتماد المالي من الحكومة الهندية.
وأبلغت الحكومة البرلمان الهندي بصدور الموافقات المالية اللازمة لبناء وتركيب 10 مفاعلات نووية جديدة في البلاد، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن موقع إيكونوميك تايمز المحلي المتخصص (Economic times).
وأكد وزير الطاقة النووية في الهند جيتندرا سينغ -في رد مكتوب إلى البرلمان- حصول خطة المفاعلات الـ10 على الموافقات الإدارية والمالية النهائية.
700 ميغاواط للواحد
تبلغ طاقة كل مفاعل من المفاعلات النووية الـ10 قرابة 700 ميغاواط، وهي مفاعلات تستعمل الماء الثقيل المضغوط للتبريد.
ومن المقرر إنشاء هذه المفاعلات في 4 ولايات هندية كبرى، هي: كارناتاكا، وهاريانا، وماديا براديش، وراجستان.
وتستحوذ ولاية راجستان، أكبر ولاية هندية من حيث المساحة، على 4 مفاعلات من هذه الخطة وحدها، مع تركيب مفاعلين في كل ولاية من الولايات الـ3 الأخرى.
تعديل القانون 2015
عدّلت الحكومة قانون الطاقة النووية في الهند عام 2015، لتمكين شركات القطاع العام من إقامة مشروعات نووية مشتركة مع شركة الطاقة النووية المملوكة للدولة “إن بي سي آى إل”.
ومن المتوقع انضمام المفاعلات النووية الـ10 إلى أسطول الطاقة النووية في الهند بصورة تدريجية حتى عام 2031.
ونفى وزير الدولة للطاقة النووية جيتندرا سينغ، نية الحكومة التخلي عن مشروعات الطاقة النووية في المستقبل، ردًا على سؤال أحد نواب البرلمان الذي سعى إلى معرفة موقف الحكومة النهائي من الطاقة المتجددة.
وتتجه الهند للتوسع في مشروعات الطاقة النووية منذ سنوات، بوصفها من المصادر النظيفة للطاقة، بالتوازي مع التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
طفرة خلال 10 سنوات
ارتفع معدل توليد الكهرباء من الطاقة النووية في الهند إلى 47.1 مليون وحدة في عام 2022، مقارنة بنحو 35.3 مليون وحدة، خلال العام السابق له 2021.
ويزيد المعدل المسجل في عام 2022 على معدلات التوليد المسجلة خلال 8 سنوات سابقة، بنسب تتراوح بين 40 و50%؛ ما يشير إلى طفرة كبيرة بقطاع الطاقة النووية في الهند خلال العقد الثاني من القرن الـ21.
وأعلنت الحكومة الهندية تخصيص 3 آلاف كرور (30 مليار روبية) لتعزيز مشروعات الطاقة النووية ومضاعفة التوليد 3 مرات بحلول 2025.
*(الروبية الهندية = 0.012 دولارًا أميركيًا)
* (الكرور = 10 ملايين روبية)
وتخطط الهند لنشر الطاقة النووية في أغلب الولايات، بعد أن استحوذت ولايات الجنوب والغرب على أغلب المشروعات النووية خلال العقود الماضية.
فتح باب الشراكة
فتحت الحكومة الباب أمام شركات القطاع العام للمشاركة في مشروعات المفاعلات النووية، بعد أن كانت حكرًا على شركة الطاقة النووية الهندية “إن بي سي آى إل”.
كما تدرس وزارة الدولة للطاقة النووية فتح الباب أمام شركات القطاع الخاص دون تحديد أجل زمني لهذه النقلة النوعية المرتقبة.
وأعلنت شركتان من شركات القطاع العام، في ديسمبر/كانون الأول 2022، أول مشروع مشترك لبناء مفاعلين نوويين في البلاد.
وتضم هذه الشراكة كلًا من شركة الكهرباء الحكومية “إن تي بي سي” ومؤسسة النفط الهندية (آي أو سي)، إضافة إلى شركة الطاقة النووية الحكومية “إن بي سي آي إل”.
ومن المتوقع إنشاء أول هذه المفاعلات في ولاية هاريانا شمال الهند بطاقة 1400 ميغاواط.
فرنسا وروسيا
دخلت الهند في مفاوضات مع فرنسا -ذات الخبرة النووية الرائدة عالميًا- لإنشاء المفاعلات النووية في البلاد، وسط خلافات فنية وقانونية أفصح عنها وزير الدولة للطاقة النووية في البرلمان، 11 فبراير/شباط 2023.
وتأمل الهند في الاستفادة من الخبرة النووية الفرنسية في إنشاء 6 مفاعلات بقدرة 1650 ميغاواط في مدينة راتنا جيري بولاية ماهارشترا، ثاني أكبر ولاية هندية من حيث السكان.
كما تعتمد نيودلهي على استيراد بعض أنواع الوقود النووي المتطور من شركة روساتوم الروسية الرائدة في خدمات الطاقة النووية عالميًا.
أسطول الهند
يضم أسطول الطاقة النووية في الهند 22 مفاعلًا نوويًا بقدرة إجمالية 6 آلاف و780 ميغاواط، وتخطط الحكومة لمضاعفة قدرة التوليد إلى 22.4 ألف ميغاواط بحلول 2030، عبر إضافة 10 مفاعلات إلى الأسطول.
وتعتمد الهند -ثالث أكبر منتج للانبعاثات في العالم- على الفحم بصورة كبيرة في توليد الكهرباء (70%).
وتخطط الحكومة للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة بفروعها المختلفة بداية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية حتى الهيدروجين والطاقة النووية.
وتطمح الحكومة إلى الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2070، متأخرة 20 عامًا عن أوروبا وأميركا، ومتأخرة عن العملاق الصيني المجاور بـ10 سنوات.
المصدر: الطاقة