قال مصدر أمني مطلع إن إيران زودت روسيا سرا بكميات كبيرة من الرصاص والصواريخ وقذائف الهاون في حربها على أوكرانيا، وتخطط لإرسال المزيد.
وأضاف أن سفينتي شحن ترفعان العلم الروسي غادرتا ميناء في إيران في يناير متوجهتين إلى روسيا عبر بحر قزوين وتحملان ما يقرب من 100 مليون رصاصة، وحوالي 300 ألف قذيفة.
وأكد المصدر أن الذخيرة الخاصة بقاذفات الصواريخ وقذائف الهاون والمدافع الرشاشة كانت مدرجة في الشحنات، مضيفا أن موسكو دفعت ثمن الذخيرة نقدا.
وكانت مصادر أمنية غربية تشتبه في أن إيران كانت تشحن كمية من الذخيرة إلى روسيا للمساعدة في تجديد مخزوناتها على خط المواجهة في أوكرانيا، حيث يُعتقد أن الإمدادات الروسية تنفد بعد أكثر من عام من حرب الرئيس بوتين الشاملة.
وتأتي هذه المساعدة على رأس المساعدات السابقة والتي قدمتها طهران حيث زودت موسكو بمئات من الطائرات بدون طيار القاتلة والتي لعبت دورًا في محاولات تدمير البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وقال المصدر الأمني إن “روسيا تواصل استخدام إيران كقاعدة خلفية”، واصفا العلاقات العسكرية بالوثيقة بين البلدين. كما حذر مسؤولون غربيون وأوكرانيون من أن إيران قد تزودها بصواريخ باليستية أكثر فتكًا، لكن لا يوجد دليل على حدوث ذلك حتى الآن.
وإلى جانب الدعم الإيراني، يتزايد القلق في العواصم الغربية بشأن احتمال أن تبدأ الصين في تزويد روسيا بالأسلحة، وهي خطوة حذرت الولايات المتحدة من أنها ستكون لها “عواقب وخيمة” على بكين، ونفت الصين هذه المزاعم.
سفن الشحن “السرية”
وقال المصدر الأمني إن سفينتي الشحن العموميتين المزعوم تورطهما في نقل الذخيرة من إيران إلى روسيا كانتا يُطلق عليهما موسى جليل ووبيغي. وكلتاهما تبحران تحت العلم الروسي.
وقال المصدر إنه يعتقد أن إحدى السفينتين غادرت إيران في حوالي 10 يناير، والأخرى في حوالي 12 يناير. وبحسب المصدر، يعتقد أن السفينتين كانتا تحملان نحو 200 حاوية شحن مليئة بالأسلحة.
وقال المصدر إنهم واثقون من تقديرهم لكمية الذخيرة التي يتم نقلها. وأضاف أن “200 حاوية على متن سفينتين قادرة على حمل هذه الكمية من الذخائر”.
صور الأقمار الصناعية
ورصدت شركة تعقب الشحن البحري MarineTraffic السفينتين في ميناء أمير أباد الإيراني على بحر قزوين في 9 يناير. وتُظهر صور الأقمار الصناعية من اليوم التالي التي حصلت عليها الشبكة أن واحدة على الأقل من السفن لا تزال في الميناء.
ووفقًا لبيانات التتبع البحري، غادرت سفينة موسى جليل الميناء حوالي الساعة 10 صباحًا بالتوقيت المحلي في 10 يناير، بينما غادرت بيغي في نفس اليوم. وفي 12 يناير، مرة أخرى وفقًا لبيانات التتبع، توقفت السفينتان قبالة سواحل تركمانستان لبضعة أيام، ثم أبحرتا عبر بحر قزوين ووصلتا إلى ميناء أستراخان الروسي في 27 يناير.
وظلتا في الميناء لعدة أيام قبل مغادرتهما في 3 فبراير، وفقًا لبيانات التتبع.
وذكر المصدر أن الشحنة المزعومة تتكون من حوالي 100 مليون رصاصة بأحجام مختلفة – 5.56 ملم و7.62 ملم و9 ملم و12.7 ملم و14.5 ملم – لاستخدامها في أسلحة مثل المسدسات والبنادق الهجومية والرشاشات.
كما أن السفن كانت تحمل أيضًا مجموعة من الذخائر الأخرى، بما في ذلك ما يقرب من 300 ألف قذيفة، مثل قنابل 40 ملم لقاذفات القنابل اليدوية، وصواريخ مضادة للدبابات عيار 107 ملم، وقذائف هاون بأحجام مختلفة – 60 ملم و81 ملم و120 ملم – وكذلك صواريخ المدفعية (130 ملم، 122 ملم، 152 ملم) وقذائف المدرعات (115 ملم و125 ملم).
وإضافة إلى ذلك، قال المصدر إنه كان هناك ما يقرب من 10000 سترة واقية من الرصاص وخوذ على متن السفينة. وأضاف المصدر أن “روسيا دفعت ثمن الذخيرة نقدا، وبذلك تتجاوز العقوبات الغربية عليها متجاهلة العقوبات المفروضة على إيران”.
من جهته، علق الجنرال السير ريتشارد بارونز، وهو ضابط عسكري بريطاني كبير سابق، قائلا إن تدفق 300 ألف قذيفة من إيران رغم أنه مفيد لروسيا، لن يستمر طويلاً بالنظر إلى معدل إطلاق النار. وأضاف أنه على النقيض من ذلك، إذا قررت الصين إتاحة مخزوناتها الضخمة من الذخيرة لآلة الرئيس بوتين الحربية، فسيكون ذلك “صعبًا للغاية بالنسبة لأوكرانيا”.
المصدر : العربية