أخبار

فيضانات “غير مسبوقة” في نيوزيلندا تؤدي إلى سقوط ضحايا وإجلاء آلاف السكان

قتل أربعة على الأقل في أكبر مدن نيوزيلندا جراء سقوط أمطار “بكميات قياسية غير مسبوقة” الجمعة الماضية.

وتقدر كمية الأمطار التي سقطت على ولاية أوكلاند في 15 ساعة فقط بحوالي 75 في المئة من الأمطار الصيفية المعتادة في البلاد.

وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في الولاية وسط استمرار عمليات إجلاء السكان والفيضانات المنتشرة على نطاق واسع.

وتقدم رئيس وزراء نيوزيلندا كريس هيبكينز بالشكر لخدمات الطوارئ على استجابتها السريعة للكارثة.

وسافر رئيس الوزراء الجديد إلى أوكلاند وتقدم بالعزاء لأسر الضحايا الذين لقوا مصرعهم جراء الفيضانات.

وقال هيبكينز، في مؤتمر صحفي  : “تؤكد الخسائر في الأرواح الحجم الهائل لما يحدث على صعيد الطقس السيء وكيف تحول كل ذلك إلى أحداث مأساوية”.

وغمرت مياه الأمطار المطار في الولاية، وجرفت بعض المنازل، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن البعض الآخر لساعات.

كما تمت تعبئة قوات الجيش للمساعدة في عمليات الإجلاء، وأقيمت ملاجئ الطوارئ في جميع أنحاء المدينة.

وقال ريكاردو مينديز مارش، عضو البرلمان عن حزب الخضر النيوزيلندي وأحد سكان أوكلاند، لبي بي سي، إن المنطقة التي يقيم فيها غمرتها مياه الفيضانات بسرعة، وإنه أضطر إلى الانتقال إلى مكان آخر بعد أن وفر له أحد أصدقائه مأوى قريبا من المنطقة التي كان يعيش فيها.

وأضاف: “هناك فئات من الناس لم يحالفهم الحظ للأسف – مثل مجموعات منخفضة الدخل، ومعاقين، وجماعات من المهاجرين”.

وأظهرت صور نشرت عبر الإنترنت أشخاصا عالقين وقد وصلت مياه الفيضانات حتى منتصف أجسادهم أثناء عمليات الإنقاذ التي استخدمت فيها فرق الطوارئ قوارب الكياك.

كما ظهرت في صور أخرى منتجات بقالة تطفو على سطح مياه الفيضانات في ممرات العديد من المتاجر الكبيرة في المدينة.

وأُجلت الرحلات الجوية الدولية من مطار أوكلاند حتى الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي وحتى نهاية يوم الأحد على الأقل مع منع استقبال المطار رحلات قادمة من الخارج قبل السابعة من نفس اليوم.

وقالت إدارة الطوارئ في أوكلاند إنها تركز في الوقت الحالي على جهود التطهير بعد توقف هطول الأمطار بعد أن كانت تقوم بجهود مكثفة في عمليات الإجلاء.

وحذرت إدارة الطوارئ السكان في المنطقة من السفر إلا للضرورة، في تغريدة نشرتها على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وقالت فيها: “لا تجعلوا الأمطار الأقل كثافة تخدعكم وتدفع بكم إلى التخطيط لقضاء عطلة نهاية الأسبوع خارج المنزل”.

وتشير توقعات هيئة الأرصاد الجوية إلى أن الطقس السيء قد يسود المدينة حتى الثلاثاء المقبل.

وقال المعهد الوطني للمياه والبحث المناخي، الجهاز المسؤول عن المناخ في البلاد، إن الجمعة الماضية كان اليوم الذي شهد أكبر هطول للأمطار على الإطلاق في عدد من مواقع أوكلاند. كما يتوقع أن تهطل أمطار غزيرة على أجزاء من المدينة على مدار الأيام الخمسة المقبلة.

وقال مارش: “تجدر الإشارة إلى أننا بحاجة إلى أن نتحدث عن أن التغير المناخي يؤدي إلى تفاقم هذه الأحداث وتكرارها علاوة على أن مدنا مثل أوكلاند غير مستعدة لمواجهة ذلك إلى حدٍ كبيرٍ”.

وبينما يحذر علماء مناخ من أن نعتبر التغيرات الفردية في الطقس ناتجة عن التغير المناخي، اكتشف المعهد الوطني للمياه والبحث المناخي أن كوكبنا – الذي يعاني من الاحتباس الحراري – يتجه إلى مزيد من تطرف الطقس في مناطق معينة منها نيوزيلندا.

المصدر BBC

اترك تعليقاً

إغلاق