أخبارالهندتحقيقات وتقاريرسلايد 1
اغتيالات وحملات اعتقال.. ماذا يحدث في كشمير؟
شنت السلطات الهندية حملة اعتقال موسعة بحق مسلمي كشمير، بعد أسبوع دام في الإقليم ذي الغالبية المسلمة تخللته أعمال عنف وعمليات اغتيال.
يشهد الإقليم توترًا متصاعدًا بين الهند وباكستان، بعدما أغلقت نيودلهي في أغسطس 2019، الحكم شبه الذاتي لكشمير الذي يطالب بالاستقلال عن الهند أو الانضمام لباكستان.
على مدى ثلاثة عقود شهد الإقليم توترات واشتباكات مسلحة بين السلطات الهندية وجماعات تنادي بالاستقلال عن الهند.
ومنذ تولي حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي السلطة عام 2014؛ اتبع رئيس الحكومة ناريندرا مودي سياسات تضطهد المسلمين الذين يمثلون نحو 16 % من عدد سكان الهند. وذكرت تقارير عدة فظائع النظام ضد المسلمين، فضلاً عن تصريحات مودي المعادية للمسلمين.
حملة اعتقالات واسعة
أسفرت حملة الاعتقالات الأخيرة عن إلقاء القبض على أكثر من 500 مسلم بالإقليم، بعد مقتل 3 أشخاص من الهندوس وشخصًا سيخيًّا في المدينة الرئيسية بالإقليم سريناغار، المدينة الرئيسية في المنطقة، في تصاعد مفاجئ للعنف ضد المدنيين، وأدان مؤيدون ومعارضون للهند وتعاملها مع المسلمين الحادث.
الشرطة الهندية ألقت باللوم على جماعات إسلامية بالإقليم، وقالت إن الاعتقالات تأتي في إطار التحقيق في سلسلة عمليات قتل يُشتبه بأن متمردين ارتكبوها.
استدعت وكالة التحقيق الوطنية الهندية 40 مدرسًا من المدينة لاستجوابهم، وأوفدت نيودلهي مسؤولاً استخبارتيًّا رفيعًا لقيادة التحقيقات.
وتبنت حركة “جبهة المقاومة” الحديثة العهد نسبيًّا عمليات القتل الأخيرة التي استهدفت مدرسين من الهندوس والسيخ، وقالت إنه كانوا يعملون لصالح “مرتزقة الاحتلال وعملائه”.
بدورها دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بمحاسبة المرتكبين وقوات الأمن الهندية المتّهمة بارتكاب انتهاكات بما فيها إساءات وتعذيب وإعدامات خارج نطاق القانون.
مخاوف الأقليات
وسائل إعلام هندية قالت إن منفذو الحادث الأخير على رادار أجهزة الأمن، وذكرت أن الهجوم جاء بتعاون باكستاني سهل على المهاجمين تنفيذ عملياتهم إذ تسلموا أسلحة وسهل لهم العودة بعد الحادث إلى أحياء سكنية مزدحمة بالسكان، مضيفًا أنه تم إغوائهم بالأموال لتنفيذ العمليات.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إنديا” عن مصدر أمني هندي قوله، إن الهجمات الأخيرة كشفت ضرورة العمل باستراتيجية استباقية أكبر وأشمل تركز على قمع كامل للنظام البيئي للإرهاب ومراقبة الشباب مع العائلة والأصدقاء عبر الحدود وتتبع حركة الأسلحة.
وأضاف المصدر أن الهجمات الأخيرة تسببت في ذعر الأقليات في كشمير (الهندوس والسيخ). وذكرت الصحيفة الهندية أنه منذ بداية العام قتل نحو 28 شخصًا بينهم 21 مسلمًا.
وذكرت أن الهجمات الأخيرة تسببت في حالة ذعر بين عائلات هندوسية التي اختارت مغادرة الإقليم.
نزاع تاريخي واتهامات مستمرة
يشار إلى أن النزاع في كشمير بدأ في عام 1947، بعد استقلال الهند وباكستان عن بريطانيا واندلعت بينهما 3 حروب
وتبادلت الهند وباكستان في أعوام 1948، 1965، و1971، قتل خلالها نحو 70 ألفًا من الطرفين. فضلاً عن الحوادث الحدودية التي تقع على فترات بين البلدين النوويتين.
وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، تبادل الطرفان الاتهامات بشأن الإقليم.
واتهم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بـ”نشر الإرهاب” بحق المسلمين، ما أثار رد فعل قوي من الوفد الهندي. كما اتهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأنه يريد “القضاء على مسلمي الهند”.
واعتبر أن أسوأ أشكال الإسلاموفوبيا وأكثرها انتشارًا تسود حاليًّا في الهند، وتطال قرابة 200 مليون مسلم من مواطنيها.
بدورها ردت السكرتيرة الأولى في البعثة الهندية لدى الأمم المتحدة سنيها دوبي على خان باتهامها باكستان بإيواء زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وقتلته القوات الأمريكية الخاصة في العام 2011 بغارة على مدينة أبوت آباد، وادعت أن إسلام آباد تمارس “الإبادة الثقافية والدينية” بحق الأقليات التي تسكنها.
المصدر: مصراوي