قال الدكتور رامز الأكبروف، نائب الممثل الخاص للأمين العام ومنسق الشؤون الإنسانية لأفغانستان: “لقد أكدت لي زيارة الأمس من جديد معاناة الشعب الأفغاني الشديدة وعزمهم الهائل في مواجهة المحن الكبيرة”.
وقد وضعت الأمم المتحدة وشركاؤها نداء طارئا لمدة ثلاثة أشهر، تم إدراجه في خطتهم الإنسانية لأفغانستان هذا العام، للاستجابة للكارثة.
تصعيد المساعدات
والهدف من ذلك هو زيادة وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية والمساعدات الخاصة بالصمود إلى ما يقرب من 362.000 شخص في إقليمي بكتيكا وخوست الأكثر تضررا.
“على الرغم من الكرم الهائل الذي أظهره المانحون بالفعل لأفغانستان على مدى الأشهر العشرة الماضية المضطربة، فإنني أحث المجتمع الدولي على الاجتهاد في هذا الوقت، حيث يواجه السكان حالة طوارئ أخرى، والتعهد بتقديم الدعم لتلك الجهود المنقذة للأرواح والمحافظة عليها.”
وتوجه الدكتور الأكبروف يوم السبت إلى قريتي مير صاحب وخنادين الواقعتين في منطقة جيان بإقليم بكتيكا وهو من أكثر المناطق تضررا من الزلزال الذي بلغت قوته 5.9 درجة.
وكان برفقته ممثلون عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أوتشا.
مشقة لا يمكن تصورها
التقى الوفد الأممي بالسكان، الذين فقد الكثير منهم أقاربهم وأصدقائهم، بما في ذلك العديد من الأطفال الأيتام والمنفصلين عن ذويهم، والذين أصبحت منازلهم الآن غير صالحة للسكن.
قال د. الاكبروف:
“بالإضافة إلى المساعدة الغذائية والمأوى والإصلاح في حالات الطوارئ، تعتبر التدخلات مثل ترميم أنابيب المياه التالفة وأنشطة الوقاية من الكوليرا والتأهب لها أمرا حيويا للغاية، وكذلك استعادة خطوط الاتصال والوصول إلى الطرق وسبل العيش الأساسية”.
“بدون هذا الدعم الانتقالي، فإن النساء والرجال والأطفال سيستمرون في تحمل مشقة لا داعي لها ولا يمكن تخليها”.
أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن النطاق الكامل للدمار الناجم عن الزلزال لم يُعرف بعد، ولا تزال التقييمات جارية.
تشير النتائج الأولية إلى مقتل ما لا يقل عن 235 شخصا في منطقة جيان، من بينهم 134 طفلاً. وأصيب قرابة 600 شخص من بينهم أكثر من 200 طفل. ودمر أكثر من 1000 منزل وتضررت مدرستان.
في جميع المناطق المتضررة من الزلزال، تكشف صور الأقمار الصناعية عن الأضرار التي لحقت بما لا يقل عن 2000 منزل على بعد أكثر من 5 كيلومترات من طريق جيد يصل إلى المناطق الأكثر تضررا في منطقتي جيان وبرمال في إقليم بكتيكا، ومنطقة سبيرا في إقليم خوست.
المرأة في خضم الأزمة
علاوة على ذلك، تعرضت عشرات الآلاف من المنازل التي لا تزال قائمة لأضرار جسيمة وخطر الانهيار.
وقع الزلزال في وقت أدت فيه القيود المتزايدة المفروضة على النساء والفتيات الأفغانيات إلى زيادة احتياجاتهن وتعقيد الجهود المبذولة لمساعدتهن.
أوضحت أليسون دافديان، القائمة بأعمال الممثل القطري لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن النساء والفتيات يتأثرن بشكل متفاوت بالأزمة.
وقالت: “عندما يتم تقييد حقوقهن في التنقل والعمل كما هو الحال في أفغانستان، فإنهن يتأثرن بشكل غير متناسب، لا سيما في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن”.
للمضي قدما، يجب أن تكون العاملات في المجال الإنساني وكذلك مجموعات المجتمع المدني التي تقودها النساء في قلب الاستجابة.
وقالت: “هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان تحديد ومعالجة احتياجات وحقوق النساء والفتيات المعرضات للخطر والمتضررات من الأزمة”.
المصدر : الامم المتحدة