أخبار

«داعش» يعلن مسؤوليته عن تفجير قندهار… وارتفاع حصيلة الاعتداء الانتحاري إلى 20 قتيلاً

أعلن تنظيم «داعش» المتشدد، في بيان نشره عبر «تلغرام»، مسؤوليته عن هجوم في مدينة قندهار الأفغانية، في حين ذكر مصدر طبي أن حصيلة القتلى بلغت 20 قتيلاً.

ووقع الهجوم صباح أمس الخميس أمام أحد البنوك في المدينة الكبرى جنوب أفغانستان معقل حركة «طالبان».

وأفادت مصادر بأن الانفجار وقع عند نحو الساعة التاسعة صباحاً عند مفترق طرق يقع بالقرب من فرع تابع لـ«بنك كابل» في المنطقة الأولى بمدينة قندهار. وتم نقل قتلى وجرحى الحادث إلى مستشفى «ميرويس» الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة، بحسب ما ورد في بعض التقارير الإعلامية. ولم يتسنَّ حتى الآن التأكد بصورة رسمية من حجم الخسائر البشرية جراء الانفجار، إلا أن بعض وسائل الإعلام أفادت بسقوط العشرات.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، عبد المتين قانع، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بحسب المعلومات الأولية فإن الهجوم ارتكبه تنظيم (داعش)».

وأضاف قانع أن «الوزارة تأخذ هذا الاعتداء على محمل الجد. وسيتم التعرف على المجرمين وتقديمهم إلى العدالة» مؤكداً أن عدد الضحايا لم يرتفع مقارنة بالإعلان الأولي.

لكن مصدراً طبياً أفاد، مساءً، «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن حصيلة الضحايا أعلى بكثير.

وأعلن المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن «مستشفى ميرويس استقبل صباحاً 20 جثة بعد الانفجار».

وقال مدير الإعلام والثقافة في ولاية قندهار إنعام الله سمنغاني، صباحاً إن «الضحايا من المدنيين»، مضيفاً أن الهجوم استهدف أشخاصاً جاءوا لقبض رواتبهم في هذا البنك في قندهار، المعقل التاريخي لـ«طالبان».

ويعيش الأمير هبة الله أخوند زاده، القائد الأعلى لـ«طالبان»، في عزلة في قندهار، بينما مقر الحكومة في كابل.

ووقع الهجوم في الساعة 08.00 بالتوقيت المحلي (03.30 ت.غ) في وسط المدينة خلال شهر رمضان.

يشار إلى أن «تنظيم داعش – ولاية خراسان» كان أعلن مسؤوليته عن عدد من الهجمات التي وقعت مؤخراً، من بينها تفجير انتحاري بين مصلين استهدف الأسبوع الماضي مسجداً للشيعة أيضاً في ولاية قندوز، وأودى بحياة نحو 100 شخص، في محاولة يبدو أن الهدف منها تأجيج الكراهيات الطائفية وتقويض الحكم.

أحد القتلى (خليل أحمد)، الرجل الأربعيني وله 8 أطفال، ذهب إلى البنك للحصول على راتبه، حسبما قال قريب له خلال تشييعه مساء الخميس.

وقال محمد شفيق سراج، بينما كانت الأسرة حول الجثمان الذي لُفّ في كفن: «كان رجلاً عادياً، كان يعمل دهاناً».

وأدانت «رابطة العالم الإسلامي» بأشدّ العبارات التفجيرَ الإرهابيَّ الذي وقع في إقليم قندهار جنوب أفغانستان، وتسبَّب في مقتل وإصابة العشرات. جاء ذلك في بيانٍ للأمانة العامة للرابطة جدَّدتْ فيه التأكيدَ على موقِف الرَّابطة الرَّافض والمُدِين للعنف والإرهاب والتطرُّف بكافَّة صُوَرِه ومسبِّباتِه.

وأعربتْ، «باسم مجامِعها وهيئاتها ومجالسها العالمية، عن التضامُن التامِّ مع أفغانستان وشعبِها العزيز في مُواجهة كلِّ ما يُهدِّد أمنَ أفغانستان واستقرارَها وسلامةَ شعبها، مقدِّمةً خالصَ العزاء والمواساة لذوي الضحايا والمصابين، ولعموم الشعب الأفغاني، سائلين المولى سبحانَه أن يتغمَّد المتوفَّين بواسع رحمته، وأن يمُنَّ على المصابين بالشِّفاء العاجل».

وقال سمنغاني «عادة ما يتجمع مواطنونا هناك لتحصيل رواتبهم»، مؤكداً أن «الضحايا من المدنيين».

فرضت سلطات طالبان طوقا أمنيا حول المنطقة خارج المصرف ولم تسمح للصحافيين بالاقتراب.

لكن مراسل وكالة الصحافة الفرنسية رأى ضحايا بدوا وكأنهم إما فقدوا وعيهم أو لقوا حتفهم يحمّلون على متن سيارات إسعاف بعد الانفجار.

وعملت فرق الإطفاء وعناصر الأمن على تنظيف الموقع حيث شوهدت دماء وقطع ملابس وأحذية متناثرة على الأرض.

وتراجعت الهجمات والتفجيرات في أفغانستان بشكل ملحوظ منذ عودة حركة طالبان إلى الحكم في صيف العام 2021 وانسحاب القوات الأجنبية وسقوط الحكومة المدعومة من واشنطن. إلا أن بعض المجموعات المسلحة، وأبرزها الفرع المحلي لتنظيم «داعش»، لا تزال تشكّل تهديداً. وبعد الانفجار قامت سلطات «طالبان» بتطويق المنطقة بسرعة ومنعت الصحافيين من الاقتراب، كما تفعل عادة في كل مرة يقع فيها هجوم.

وقالت مستشفيات في قندهار إنها تلقت أوامر بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام.

وسرعان ما قام عناصر الأمن والإطفاء برفع الأنقاض من موقع الهجوم حيث ظهرت آثار دماء وملابس وأحذية وحطام. وتراجع عدد التفجيرات والهجمات الانتحارية في أفغانستان بشكل ملحوظ منذ استعادت طالبان السلطة في أغسطس آب 2021 وساد الأمن بشكل نسبي.

مع ذلك، لا يزال عدد من الجماعات المسلحة مثل تنظيم «داعش» يشكّل تهديداً.

وفي أفغانستان، يستهدف تنظيم «داعش» بشكل رئيسي أفراد أقلية الهزارة الشيعية.

تم الإبلاغ عن العديد من الانفجارات في أفغانستان منذ بداية شهر رمضان قبل أسبوعين. لكن السلطات الأفغانية لم تؤكد سوى عدد قليل منها.

اترك تعليقاً

إغلاق